إن الأدب ليس مجرد قصة أو قصيدة نقرأها للمتعة ثم ننساها ، إنه يلعب دوراً هاماً في حياة الإنسان خاصة وحياة المجتمع عامة ، ويتضمن هذا الدور التعبير عن المشاعر الشخصية وتصوير الحدث الاجتماعي وأحياناً إيجاد حلول لمشاكل المجتمع .
أولاً : على المستوى النفسي - يعبر الأديب من خلال الأدب عما يود قوله عن شئ ما في المجتمع أو الحياة سواء سيئ أو جيد ، وأيضاً عما يتمنى أن يراه في مجتمعه من إنجازات ، فالكتابة هي عملية استرخاء نفسي تحرر الكاتب من توتره وتشبع رغباته ، فمثلاً حين يصف تصرف انساني سيئ فهذا نتيجة عن غضبه من هذا التصرف وحين يهجو وضع اجتماعي مقلوب فإن سبب ذلك أمنية الكاتب بتغيير هذا الوضع ومن ناحية أخرى فحين يكتب عن عالم مثالي خيالي فهذا يعكس رغبته وأحلامه بعالم أفضل .
ثانياً : على المستوى الخارجي - فان الأديب يصور من خلال أدبه مجتمعه بمزاياه وسيئاته . وذلك سبيلان إما الكتابة الواقعية التي تركز على نسيج المجتمع وتكتشف أعماقه السيئة والجيدة ك«ثلاثية محفوظ» و«الحرب والسلام» لتولستوي ، وأما الكتابة الفنتازية التي تعتمد الخيال والصور الكاريكاتيرية المبالغ فيها واللامعقول ، مثل «رحلات جليفر» لسويفت و«مزرعة الحيوانات» لاورويل ، وهاتين القصتين الأخيرتين ليستا للتسلية فقط ، بل أنهما يحملان نقدًا سياسيا لاذعًا ، إن الواقع والفنتازيا يكملان بعضهما أكثر مما يناقض كل منهما الآخر . إن كلاً منهما يهتم بمزايا وعيوب مجتمعه.
No comments:
Post a Comment